المقال رقم (67) ظهور الشياطين في صورة علماء وقراء
الشياطين الملجمة و آخر الزمان
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
قد رُوي هذا المعنى في حديث عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن تظهر فيكم شياطين كان أوثقهم سليمان بن داود عليهما السلام في البحر، يصلون معكم في مساجدكم، ويقرؤون معكم القرآن، ويجادلونكم في الدين؛ وإنهم لشياطين في صور الإنس».
رواه مرفوعًا: ابن عدي في الكامل، والخطيب في الفقيه والمتفقه. ورواه موقوفًا: مسلم في مقدمة صحيحه، والدارمي في سننه.
وقد تواترت الأخبار والآثار بأن الشياطين تظهر للناس في صورة علماء سوء؛ يفقهونهم في دينهم ويحدثونهم بما لم يسمعوا هم ولا آباؤهم، وإنهم لشياطين، فمن ذلك:
1- ما رواه محمد بن وضاح في كتاب البدع (254) عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: «يوشك أن تظهر شياطين يجالسونكم في مجالسكم، ويفقهونكم في دينكم، ويحدثونكم؛ وإنهم لشياطين».
2- وروى ابن وضاح (8) عن حارثة بن مُضرِّب: «أن الناس نودي فيهم بعد نومة: أنه من صلى في المسجد الأعظم- بالكوفة- دخل الجنة؛ فانطلق الرجال والنَّساء حتى امتلأ المسجد قيامًا يصلون- قال أبو إسحاق: إن أمي وجدَّتي فيهم- فأُتي ابن مسعود رضي الله عنه، فقيل له: أدرك الناس! فقال: ما لهم؟! قيل: نودي فيهم بعد نومة: أنه من صلى في المسجد الأعظم دخل الجنة. فخرج ابن مسعود رضي الله عنه يشير بثوبه، ويقول: ويلكم! اخرجوا لا تُعَذَّبوا؛ إنما هي نفخة من الشيطان, إنه لم ينزل كتاب بعد نبيكم، ولا نبي بعد نبيكم صلى الله عليه وسلم فخرجوا وجلسنا إلى عبدالله؛ فقال: إن الشيطان إذا أراد أن يُوقِع الكذب انطلق؛ فتمثَّل رجلًا ثم يَلقى آخر، فيقول له: أما بلغك الخبر بالغداة؟ فيقول الرجل: وما ذاك؟ فيقول: كان من الأمر كذا وكذا, فانطلِق فحدِّثْ أصحابك. قال: فينطلق الآخر، فيقول: لقد لقيتُ رجلًا إني لأتوهم أعرف وجهه, زعم أنه كان من الأمر: كذا وكذا؛ وما هو إلا الشيطان».
3- وروى ابن وضاح في كتاب البدع (265) أنه قيل لسفيان الثوري: «إن ابن عيينة، يقول: سيأتي على الناس زمان يجلس في مساجدهم شياطين يعلمونهم أمر دينهم. فقال سفيان: قد بلغنا ذلك عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: سيأتي على الناس زمان يجلس في مساجدهم شياطين، كان سُليمان ابن داود عليهما السلام قد أوثقهم في البحر؛ يخرجون يُعَلِّمون الناس أمر دينهم. قال سفيان: بقيت أمورٌ عِظام!».
قال محمد بن وضَّاح: قال زهير بن عباد: يعني سفيان: «يُعلِّمُون الناس؛ فيُدْخِلون في خلال ذلك الأهواء المُحْدَثة، فيُحلُّون لهم الحرام ويشككونهم في الفضل والصبر والسُّنة, ويبطلون فضل الزهد في الدنيا، ويأمرونهم بالإقبال على طلب الدنيا؛ وهي رأس كل خطيئة».
4- وفي ذم الكلام للهروي (726) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومئة؛ خرج شياطين من البحر- كان سليمان عليه السلام حبسها- في أشعار الناس وأبشارهم، يُحَدِّثون الناس ليفتنوهم؛ فاحذروهم».
5- وفيه عن طاوس، قال: «إن مردة الشياطين مغللون في جزائر البحور، فإذا كان ثلاث وثلاثون ومئة سنة؛ أُطلقوا في صور الإنس وأشعارهم وأبشارهم، فجادلوا الناس بالقرآن، وتهيؤا بهيئة العلماء؛ فلا تأخذوا العلم إلا ممن تعرفون».
6- وفيه عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: «إن الشياطين لتتمثل في صورة رجل، ثم تأتي القوم فتحدثهم بالحديث من الكذب، فيتفرقون، فيأتي الرجل القوم، فيقول: سمعت رجلًا أعرف وجهه، ولا أدري ما اسمه يُحَدِّث كذا وكذا، وما ابتدأه إلا الشيطان».
7- وفيه عن يحيى بن معين، قال: «قدم أبو هُدْبة بغداد، فجعل يُحَدِّث، فقال له شاب: أخرج رِجْلك. فسُئل، فقال: أخشى أن يكون له حافر؛ فيكون شيطانًا».
8- وفيه عن الليث بن سعد، قال: «قدم علينا شيخ من الإسكندرية يروي عن نافع وهو حيّ، فأتيناه؛ فكتبنا عنه قُنداقين عن نافع- أي: صحيفتين- فلما خرج، أرسلنا بهما إلى نافع؛ فما عرف منها شيئًا، فقال أصحابنا: ينبغي أن يكون هذا من الشياطين الذين حُبسوا».
9- وفي إبطال الحيل لابن بطة (206) أن رجلًا قال للفضيل بن عياض: «يا أبا علي! إني استفتيت رجلًا في يمين بُليت بها. فقال لي: إن فعلتَ ذلك حنثت, وأنا أحتال لك حتى تفعل ولا تحنث. فقال له الفضيل: تعرف الرجل؟ قال: نعم. قال: ارجع واستثبته؛ فإني أحسبه شيطانًا شُبه لك في صورة إنسان».
10- وروى ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (35) عن مجاهد قال: «لإبليس خمسة من ولده، قد جعل كل واحد منهم على شيء من أمره، ثم سماهم فذكر: ثبر والأعور ومِسْوَط وداسم وزَلَنْبور… ثم قال: وأما مِسوط فهو صاحب الكذب، الذي يسمع فيَلقَى الرجل فيخبره بالخبر، فيذهب الرجل إلى القوم، فيقول لهم: قد رأيت رجلًا أعرف وجهه، وما أدري ما اسمه، حدثني بكذا وكذا».
وفيما سبق ذكره فائدتان:
#الأولى:
أن الشياطين تظهر للناس في آخر الزمان في صورة علماء؛ تحدثهم وتلقنهم الشبهات والشهوات، وتعلمهم الحيل والاجتراء على دين الله و قلة الحياء منه.
وآية ذلك أن هذا الشيطان الرجيم قد يكون أسود البشرة أو أبيضها، وقد يكون قارئًا أو محدثًا، وقد يكون مشهورًا أو مغمورًا. بل قد يكون عالمًا كبيرًا- فيما يبدو للناس- وقد يكون مخفيًا مختفيًا خلف الشاشات.
فإن شككت في أحد من هؤلاء، فقل له: (أرني رِجْلَك)، فإن سئلت عن ذلك فقل: (أخشى أن يكون له حافر؛ فيكون شيطانًا)، وإن أمسكت بأحدهم فقل له: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- أي: إلى سنته- ليفتضح أمام الناس، ويتلاعب به صبيان المسلمين كما يتلاعبون بالكرة، واقرأ على نفسك آية الكرسي فإنه لا يضرك إن شاء الله. وكن من ذلك على حذر، ولا تُفتن في دينك!
#الثانية:
أنه ما ينبغي لنا أن نأخذ العلم إلا عن ثقة نرتضيه في دينه وأمانته.
تعليق:
ما لفت نظري في هذه الاحاديث والروايات والاثار ذكر سنة خمسة وثلاثين اذا اعتبرنا ان المقصود هو سنة 1435 بالهجري فان ذلك تقريبا يوافق عام 2012 الى 2013 ميلادي- وفعلا في تلك الفترة بدأت الشياطين الملجمة والعفاريت السحرة التابعين لابليس والدجال ترسل على الناس والكل بدأ يشعر بضغط وشدة البلاء منذ تلك الفترة خاصة السلالة الزهرية المستهدفة.
وتم ضرب الشعوب العربية بسحر عين الشر واصبحت الناس تسير في الشوارع وتخرج للمظاهرات بدون وعي ولا تعرف حتى ما تريد وكيف تصل اليه واصبحت الشياطين تسير الكثير من الناس وتستخدمهم للفتن.
غير ان ما يجب الانتباه له ان تلك الشياطين التي تحدث الناس وتفتي لهم وتفتنهم لن تظهر لهم على حقيقتها ابدا ولن تطلب من احدهم ان يمد قدمه لتتاكد انه ليس لديه حافر وانه ليس شيطان.
فعفاريت ابليس والدجال التي ارسلت على الناس في اخر الزمان يمكنها ان تتلبس بالشخص المستهدف سواء كان داعية او شيخ او عالم او اعلامي دون ان يظهر عليه اي علامات تلبس تجده يظهر لك على انه شخص سليم وغير مصاب بل قد تجده ناجح ومتميز في عمله وصاحب سلطة ومركز مرموق لكن تلك العفاريت السحرة تتلبس به وتتحكم فيه وفي كلامه وقراراته وتصرفاته وفي منطقة الناصية وتجعله من اتباع ابليس والدجال وينفذ مخططاتهم وهو لا يشعر ويظن انه على حق وهم يستخدمونه في فتنة الناس واثارتهم وتهييجهم للفتن والقتل- فهو انسان او داعية او عالم او اعلامي ناجح فيما يظهر للناس لكنه في داخله شيطان وعفريت ساحر يتحكم فيه وفي تصرفاته وافكاره وما يلقيه للناس.
وهذه من اشد انواع الفتن ولا يعلمها ولا يدرك علاماتها عامة الناس بل حتى ان كثير من الرقاة لا يميزون ذلك النوع من التلبس ولا يعرفون عن تلك العفاريت السحرة كيف تحضر وتتحكم في الشخص وما يزيد الامر صعوبة ان تلك العفاريت السحرة لا تظهر اثناء جلسات الرقية الشرعية العادية ولا تظهر على المصاب اي علامات تلبس او حضور للشياطين عليه وفي اغلب الاوقات تكون تلك العفاريت السحرة وملوك الجن قد خرجت من المصاب قبل جلسة الرقية الشرعية وترجع للمصاب بعد أنتهائها
ونسال الله ان يحفظ الجميع من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
——————————————
تم بحمد الله
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
وفقكم الله وحفظكم بحفظه
ونسأل الله ان ينفع بهذا الكلام الاسلام والمسلمين
كتبه / ابو ثائر الراقي
المشرف العام على موقع رقيتي للرقية الشرعية
للاشتراك في قناة الموقع عالتليجرام
https://t.me/MyRoqia
___________________________________________
لا يسمح بنشر هذا المقال او نسخ جزء منه دون ذكر المصدر , ولا يسمح بازالة الروابط